Home » روتين ذكي لبناء ثروة من مرتبك.. كيف تتصرف عند نزول الراتب؟ وكيف تحوّله لبناء ثروتك

روتين ذكي لبناء ثروة من مرتبك.. كيف تتصرف عند نزول الراتب؟ وكيف تحوّله لبناء ثروتك

كتب: فريق التحرير
كيف تكون ثروة من راتبك؟

ماذا يحدث خلال أول 15 ثانية بعد وصول راتبك؟ وكيف تحوّلها لبناء ثروتك، روتين ذكي لبناء الثروة من أول دقيقة، هل تعلم أن اللحظة التي يصل فيها راتبك إلى حسابك البنكي، هي بالضبط اللحظة التي يبدأ فيها عقلك باتخاذ قرارات مالية كارثية إذا لم تكن حذرًا؟ .

نعم، فقط 15 ثانية تكفي لمعظم الناس ليبدأوا في تصور كيفية إنفاق أموالهم قبل أن يروها حتى عقلك يبدأ فورًا بحساب كم يمكنك إنفاقه على جهاز جديد، أو كم مرة يمكنك طلب وجبات جاهزة هذا الشهر، أو هل حان الوقت أخيرًا لشراء تلك الأحذية التي كانت في سلة التسوق الإلكترونية منذ الثلاثاء الماضي.

ولكن، ماذا لو أخبرتك أن تلك الـ15 ثانية نفسها يمكن أن تكون الفارق بين البقاء في دائرة الفقر إلى الأبد، أو بناء ثروة حقيقية ومستدامة؟ هناك روتين بسيط يمكن اتباعه في كل مرة تصلك فيها الأموال، يجعلك تتقدم ماليًا على 90% من الناس دون عناء.

أمضيت سنوات أساعد الناس على معرفة ما يجب فعله بأموالهم من اللحظة الأولى لوصولها. إذا كنت متعبًا من التساؤل عن أين يذهب راتبك كل شهر وترغب فعليًا في بناء شيء ذي قيمة من دخلك، فاعمل على تنظيم أموالك منذ اليوم، وسترى الفرق بسرعة.

لماذا معظم الناس لا يعرفون أين تذهب أموالهم؟

المفارقة أن أغلب الناس لا يعرفون ماذا يحدث لأموالهم بعد استلام الراتب، يدركون أن الإيجار يُدفع ، والطعام يظهر في المطبخ، واشتراك  Netflix، يتجدد تلقائيًا، ولكن ما عدا ذلك، يسود الفوضى المالية، إنهم مثل النائمين ماليًا، يتخبطون في حياتهم، متسائلين لماذا لا يبقى لديهم شيء في نهاية الشهر.

الغالبية يتعاملون مع الراتب كهدية عيد ميلاد مفاجئة، لا كأداة قوية لبناء الثروة، يشعرون بالفرح عند وصوله، وينفقون معظم المبلغ على أشياء عشوائية، ثم يقضون الأسبوعين التاليين يأكلون وجبات سريعة رخيصة ويتفقدون حسابهم البنكي بقلق.

أما الأشخاص الناجحون ماليًا، فلديهم نظام وروتين يبدأ منذ اللحظة الأولى لوصول الراتب، ليس معقدًا، ولا مثيرًا، لكنه يعمل بشكل مذهل، بمجرد اتباعه، ستتساءل كيف كنت تدير أموالك سابقًا بدون هذا النظام.

الراتب هو أداة لبناء الحرية المالية

يجب أن تدرك أن راتبك ليس مجرد مال حصلت عليه، بل هو حصة من حريتك المالية المستقبلية تُقسم على دفعات شهرية، كل جنيه يصل إلى حسابك إما أن يساهم في بناء ثروتك، أو يختفي في دوامة الإنفاق العشوائي.

معظم الناس تتعامل مع أموالهم بطريقة عكسية: يسددون الفواتير، يشترون ما يريدون، ثم يحاولون الادخار من الباقي… الذي لا يبقى عادة، هذه طريقة خاطئة تشبه محاولة ملء دلو به ثقب في القاع، أما الأغنياء، فيبدأون بدفع أنفسهم أولًا، ويخصصون كل جنيه بعناية لجعله يعمل بجد مثلهم.

حتى لو كان دخلك أقل من الآخرين، فإن الالتزام بنظام مالي ثابت سيجعلك أكثر استقرارًا ماليًا على المدى الطويل، مثال: شخص يربح 50 ألف دولار سنويًا ويوفر 10% باستمرار سيكون أفضل حالًا من شخص يربح 100 ألف دولار وينفق كل شيء.

الخطوة الأولى: تحديد النفقات الضرورية

ابدأ بتحديد ما هي الضروريات الحقيقية، هي الأمور التي لا يمكن العيش بدونها:

  • السكن (إيجار أو قرض عقاري)
  • الطعام الضروري للبقاء على قيد الحياة
  • النقل الأساسي
  • المرافق الأساسية
  • الرعاية الصحية

لا تشمل الكماليات: الاشتراكات في خدمات الترفيه، عضويات صالات الرياضة غير المستخدمة، أو الوجبات خارج المنزل التي تزيد عن حاجتك.

تنبيه: إذا كانت الضروريات تمثل أكثر من 60% من دخلك، فهذا يعني أنك إما تعيش في منطقة مكلفة جدًا، أو أنك تخدع نفسك بتصنيف الكماليات كضروريات.

مثال: شخص يربح 75,000 دولار سنويًا، وبعد الضرائب يأخذ 4,750 دولار شهريًا، مع إيجار 1,800 دولار، سيارة 400 دولار، وطعام 500 دولار، يصل إلى 2,700 دولار، أي 57% من دخله. الكماليات الصغيرة مثل القهوة اليومية أو الاشتراكات العديدة قد تبدو صغيرة لكنها تضيف مئات الدولارات شهريًا.

الخطوة الثانية: البقاء ملتزمًا بالديون

قبل التفكير في أي إنفاق اختياري، تأكد من سداد الديون على الأقل بالحد الأدنى، لحماية رصيدك الائتماني وتجنب الغرامات التي تدمر تقدمك المالي.

  • رصيدك الائتماني يمثل سمعتك المالية، ويؤثر على كل شيء: قروض، إيجار، وحتى بعض الوظائف.
  • مجرد فاتورة متأخرة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تقييمك الائتماني.

الخطوة الثالثة: بناء صندوق الطوارئ

صندوق الطوارئ هو المال الذي تحتفظ به لمواجهة المفاجآت غير المتوقعة:

  • الأعطال المفاجئة في السيارة أو الأجهزة
  • النفقات الطبية الطارئة
  • حالات الحياة العشوائية

يجب أن يكون لديك من 3 إلى 6 أشهر من نفقات المعيشة في حساب يمكنك الوصول إليه فورًا، الهدف ليس الربح من الصندوق، بل الأمان المالي وراحة البال.

الخطوة الرابعة: الاستثمار من أجل مستقبلك

بعد تأسيس صندوق الطوارئ، يبدأ الاستثمار في المستقبل، حيث يبدأ سحر الفائدة المركبة بالعمل.

  • استفد من أي خطط تقاعد تقدمها جهة عملك، خصوصًا إذا كانت توفر مساهمة مطابقة.
  • استثمر حوالي 10% من دخلك الإجمالي بانتظام، في صناديق متنوعة أو استثمارات طويلة الأمد.
  • البدء مبكرًا أمر حاسم: استثمار 300 دولار شهريًا منذ عمر 25 يمكن أن يؤدي إلى مليون دولار عند التقاعد، بينما البدء عند 35 سينتج أقل من نصف هذا المبلغ.

الخطوة الخامسة: سداد أي ديون غير الرهن العقاري

هناك طريقتان:

  1. طريقة الانهيار (Avalanche): سداد الديون ذات الفائدة الأعلى أولًا لتوفير أكبر قدر من الفوائد.
  2. طريقة كرة الثلج (Snowball): سداد الديون الأصغر أولًا للحصول على شعور بالإنجاز وتحفيز الاستمرارية.

اختر الطريقة التي تناسبك والتزم بها، فالاستمرارية أهم من المثالية الحسابية.

الخطوة السادسة والأخيرة: الأتمتة المالية

أهم خطوة هي أتمتة كل شيء:

  • نقل الأموال تلقائيًا إلى حسابات الادخار والاستثمار وصندوق الطوارئ.
  • سداد الفواتير والديون دون الحاجة لتذكرها أو الانجرار وراء الرغبات اللحظية.

ميزة الأتمتة أنها تزيل الانفعالات والتراخي البشري من المعادلة، وتضمن أن أموالك تعمل باستمرار لمصلحتك، سواء كنت متحمسًا أو متعبًا.

خلاصة: نظام بسيط لثروة مستدامة

روتين الراتب ليس معقدًا، لكنه فعال للغاية:

  1. تحديد الضروريات الحقيقية.
  2. سداد الديون الأساسية.
  3. بناء صندوق الطوارئ.
  4. الاستثمار المنتظم.
  5. سداد الديون المتبقية.
  6. أتمتة كل العمليات.

ابدأ اليوم، اتبع النظام بدقة، وستندهش بعد خمس سنوات من مدى بساطة وقوة هذا النظام بينما لا يزال الآخرون يتساءلون أين اختفى راتبهم.

 قاعدة 80/20 في المال: ابنِ ثروتك ببذل جهد أقل

هل تساءلت يومًا لماذا يبدو أن بعض الأشخاص يبنون ثرواتهم بسهولة بينما يكافح آخرون كل قرش ويظلّون يكافحون للتقدّم ماليًا؟ ماذا لو أخبرتك أن كل ما تعتقد أنك تعرفه عن إدارة المال معكوس، وأن هوسك بشراء فنجان القهوة اليومي يمنعك بالفعل من أن تصبح غنيًا؟

إليك شيئًا سيغير تمامًا نظرتك للتمويل الشخصي: هناك اقتصادي إيطالي منذ أكثر من قرن اكتشف مبدأً رياضيًا يفسّر سبب بقاء معظم الناس فقراء رغم جهودهم الكبيرة، اسمه فيلفريدو باريتو، وفي عام 1896 لاحظ شيئًا مذهلًا أثناء دراسة توزيع الثروة في إيطاليا: 80% من الأراضي كانت مملوكة لـ20% فقط من السكان.

 والأكثر إثارة، لاحظ نفس النمط في حديقته حيث أنتجت 20% من نباتاته 80% من الفاكهة. أصبح هذا المبدأ معروفًا باسم مبدأ باريتو أو قاعدة 80/20، وينطبق عمليًا على كل شيء في الحياة.

معظم المستشارين الماليين وخبراء الميزانية يتجاهلون هذا المبدأ تمامًا، ولهذا تبقى نصائحهم تدور في حلقة مفرغة بدل أن تساعدك على بناء الثروة الفعلية، النهج التقليدي لإدارة المال يخبرك بتتبع كل مصروف، تصنيف الإنفاق في عشرات الفئات، والهوس بتقليل التكاليف في كل مكان ممكن.

سيقولون لك إن شراء فنجان قهوة بـ4 دولارات يوميًا هو سبب عدم ثرائك، ويقترحون استخدام الكوبونات، التفاوض على فاتورة الهاتف، وإلغاء الاشتراكات لتوفير المال، يبدو مألوفًا، أليس كذلك؟,

ولكن هنا المشكلة: أنت تركّز طاقتك على 80% من القرارات التي تؤثر فقط على 20% من نتائجك المالية، أنت تضيع وقتك على الصغائر بينما تفوتك فرص بناء الثروة الحقيقية.

لنعط مثالًا واقعيًا.. سارة تعمل كمديرة تسويق وتتقاضى 60,000 دولار سنويًا. تتبع نصائح الميزانية التقليدية منذ 3 سنوات، تسجل كل مصروف، تجلب غداءها يوميًا، تصنع القهوة في المنزل، وقد قللت إنفاقها الشهري بمقدار 200 دولار عن طريق تقليصات صغيرة، تشعر بالفخر بانضباطها وكأنها مسؤولة ماليًا.

في المقابل، زميلها جيمس يتقاضى نفس الراتب لكنه يتعامل مع المال بشكل مختلف تمامًا، يشتري القهوة يوميًا، يتناول الغداء في المطاعم، ولا يتتبع مصروفاته اليومية، لكنه ركّز طاقته على ثلاث قرارات كبيرة: انتقل إلى شقة أصغر وفّر 600 دولار شهريًا على السكن، باع سيارته التي كانت تقضي عليه 400 دولار شهريًا واشترى سيارة مستعملة موثوقة نقدًا، وتفاوض على زيادة راتب 10,000 دولار بتغيير وظيفته.

من تعتقد أنه يبني الثروة أسرع؟ بالطبع، جيمس، فهو يوفر أكثر من 1,000 دولار شهريًا أكثر من سارة رغم إنفاقه على القهوة والغداء.

الفرق ليس في الانضباط أو المعرفة المالية، بل في فهم أي القرارات تؤثر فعليًا. هذه هي قوة قاعدة 80/20 عند تطبيقها على المال: 20%  من قراراتك المالية تحدد 80% من قدرتك على بناء الثروة.

ما هي هذه القرارات المالية المؤثرة؟ هناك ثلاث فئات رئيسية تحدد معظم مستقبلك المالي: السكن، النقل، والدخل، هذه الفئات الثلاث تمثل حوالي 80% من مصروفات معظم الناس و100% من إمكاناتهم لبناء الثروة.

السكن عادة أكبر مصروف شهري، الفرق بين إنفاق 30% من دخلك على السكن مقابل 50% هائل على المدى الطويل. إذا كان دخلك 5,000 دولار شهريًا، الفرق بين دفع 1,500 دولار و2,500 دولار للإيجار هو 12,000 دولار سنويًا، أو 120,000 دولار خلال عقد، دون احتساب العوائد الاستثمارية الممكنة، ومع الفائدة المركبة، هذا القرار الواحد يمكن أن يحدد ما إذا كنت ستتقاعد براحة أو ستظل تكافح ماليًا.

النقل: متوسط قسط السيارة في أمريكا يتجاوز 700 دولار شهريًا، ومع التأمين والوقود والصيانة تصل التكاليف بسهولة إلى أكثر من 1,000 دولار شهريًا، لكن معظم الناس يركزون على برامج مكافآت الوقود بينما يهملون أن شراء سيارة جديدة بقسط ضخم يكلفهم مئات الآلاف على المدى الطويل، إذا استخدموا نفس المبلغ لاستثمار شهريًا، يمكن أن يتحوّل إلى ثروة كبيرة.

الدخل:  معظم الناس لا يقضون وقتًا في زيادة دخلهم، بل يحاولون تقليل المصروفات، لكن زيادة الدخل بـ20% يمكن أن تضيف 10,000 دولار سنويًا، وهو أسهل بكثير من توفير نفس المبلغ عن طريق تقليص المصروفات، الثروة الحقيقية تأتي من تحسين القرارات الكبيرة وليس الهوس بالتفاصيل الصغيرة.

هذا يقودنا إلى ما أسميه مفارقة الميزانية : كلما قضيت وقتًا أطول في تتبع المصروفات الصغيرة، قل الوقت المتاح لزيادة دخلك، ركّز على 20% من القرارات المالية التي تحدث الفرق: السكن، النقل، والدخل، خصص الباقي للعيش وتحقيق أهدافك.

الأثرياء غالبًا ما يظهرون بلا مبالاة فيما يتعلق بالمشتريات الصغيرة، لكنهم منضبطون بشكل صارم في القرارات الكبيرة، يشترون بيتًا متواضعًا، يقودون سيارة موثوقة، ويركزون على زيادة الدخل، قاعدة 80/20 تشرح أيضًا لماذا معظم النصائح المالية التقليدية مضللة: فهي تجعل الناس منشغلين بتفاصيل لا تؤثر على ثروتهم الحقيقية.

الخلاصة: توقف عن الهوس بمصروف القهوة وابدأ بتحسين القرارات التي تحدد ثروتك الحقيقية، مستقبل مليونيرك سيشكرك على التركيز على الـ20% التي تحدث الفرق.

مقالات متصلة