فخ برمجة الفقر: كيف يبقيك النظام عالقًا في دائرة الفقر وكيف تتحرر وتحقق الثراء

الفقر ليس مجرد نقص في المال، بل هو نتيجة لبرمجة متجذرة في العقل اللاواعي، تجعل الأفراد والمجتمعات عالقين في حلقة لا تنتهي من الإحباط والحرمان، مثلما يعمل الكمبيوتر وفقًا لنظام تشغيله، فإن عقلك يعمل بناءً على برمجته التي تكون قد تشكلت عبر السنوات من خلال ثقافتك، عائلتك، ومحيطك.

إقرأ أيضًا:-

من الفقر والافلاس إلى الثراء: اكتشف أسرار الطاقة والإرادة والهدف لتحقيق الثروة

هذه البرمجة، التي يتم فرضها عليك منذ الصغر، يمكن أن تكون السبب في بقاءك في دائرة الفقر رغم محاولاتك المستمرة للنجاح، لكن ماذا لو أخبرتك أن بإمكانك تغيير نظام تشغيلك، تمامًا كما يتم تحديث أنظمة الكمبيوتر؟ ما هي الخطوات التي يمكن أن تأخذك إلى فكر جديد يقودك للنجاح المالي والحرية الاقتصادية؟ هذا هو ما سنكشفه في هذا المقال، حيث نغوص في فخ برمجة الفقر وكيفية تحرير نفسك منه للوصول إلى حياة أفضل.

أنت على وشك اكتشاف البرمجة التي جعلتك عالقًا في فقر كما لو كنت عالقًا في شاحنة أو أسانسير العقار الذي تسكن فيه،المثير للاهتمام هو أن الناس لن يتصرفوا أبدًا بشكل ثابت بطريقة تتناقض مع برمجتهم.

في الواقع، برمجتك تعمل على عقلك اللاواعي، دعنا نتخيل لحظة أن عقلك هو كمبيوتر فائق، هل فهمت؟ دعنا نتخيل إذًا أن عقلك هو كمبيوتر فائق، في الكمبيوتر، يجب أن يكون لديك نظام تشغيل، ما هو نظام التشغيل؟ هو البرنامج الرئيسي للكمبيوتر الذي يخبره ما هي البرامج الأخرى التي يمكنه تشغيلها أو لا يمكنه تشغيلها.

المشكلة في الكمبيوتر الفائق لعقلنا هي أن معظمنا لم نختَر نظام التشغيل الخاص بنا، بل اختارته الآلية الثقافية، الاجتماعية، الموجهة لنا، من المدارس التي ذهبنا إليها، والكنائس التي زرناها، إلى آبائنا، جيراننا، إخوتنا، أصدقائنا، زملائنا، رؤسائنا، موظفينا، الإعلام، والحكومة، كل شيء برمجنا بما أسميه “نظام التشغيل الفاشل”.

6 طرق مختصرة تأخذك من الإفلاس إلى الثروة

وإذا وضعت برنامج فاشل في كمبيوتر بنظام تشغيل فاشل، فإنه يمكنه تشغيل هذا البرنامج، لكن ماذا يحدث إذا وضعت برنامج نجاح في كمبيوتر تم برمجته بنظام تشغيل فاشل؟ ستحصل على رسالة خطأ.

بالمناسبة، هذا هو السبب في أن الكثير من الناس عندما يسمعون بعض الحقائق عن الثروة، يجب عليهم مقاومتها، لأن برمجتهم اللاواعية لن تسمح لهم بتشغيل ذلك البرنامج. وبالتالي، النجاح والفشل يعملان من خلال اللاوعي أو ما أحب أن أسميه “العقل التلقائي”.

أحب أن أسمي اللاوعي “عقلنا التلقائي” والعقل الواعي “عقلنا اليدوي”، كل النتائج في حياتك، حوالي 90% منها، يتم إنتاجها بواسطة عقلك التلقائي، مما يعني أنك غير مدرك لها، إنها تحدث تحت السطح، تحدث تلقائيًا وأنت لا تراها، لكن ما هو مثير للاهتمام هو أن الآخرين الذين لم يتم برمجتهم مثلك يمكنهم رؤية برمجتك.

هل بدأتم تفهمون ما أقوله؟ عندما نسمع بعض الحقائق، تكون غير مألوفة بالنسبة لنا، أول شيء نفعله هو مقاومتها، لأننا نقول: “لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا، لأن هذا لا يتماشى مع برمجيتي”، لأن الناس لن يتصرفوا أبدًا بشكل ثابت بطريقة تتناقض مع برمجتهم، لكن هنا ما هو مثير للاهتمام.

لا أعرف إن كنتم تذكرون في الثمانينات، عندما كان لديك جهاز كمبيوتر 8086 أو 8088 وكان لديك محركات الأقراص المرنة، كانوا يخرجون بنظام تشغيل جديد للكمبيوتر، وكان عليك إلغاء تثبيت نظام التشغيل القديم، وعادة ما كان يستغرق بضع ساعات، ثم كنت تضطر إلى إدخال هذه الأقراص المرنة واحدة تلو الأخرى، وكان الأمر يستغرق وقتًا طويلاً لإعادة برمجة الكمبيوتر.

هل يتذكر أحد هذه الأيام؟ إذاً، ما حدث هو أنهم صنعوا برنامجًا جديدًا، لكن البرنامج الجديد لم يعمل على النظام القديم، صحيح؟ ولذلك كان عليك اختيار يوم معيّن لإلغاء تثبيت نظام التشغيل هذا، ثم كنت تضطر للاستيقاظ في منتصف الليل لوضع هذه الأقراص لتتمكن من استخدام الكمبيوتر في اليوم التالي.

وبالمثل، في الماضي كان من الصعب جدًا إلغاء تثبيت نظام التشغيل وإعادة تثبيت واحد جديد، نفس الشيء يحدث مع معظم الناس اليوم: من الصعب عليهم إلغاء تثبيت نظام التشغيل الفاشل وتثبيت نظام تشغيل النجاح، هذا هو السبب في أنك بحاجة للبقاء متصلًا بالمعلومات والمحتوى الذي يعيد برمجتك، لأنك في النهاية سترى شيئًا ما يحدث.

أتعلمون أن الأشخاص الذين يتفوقون في شيء ما، يصبحون جيدين جدًا لدرجة أنهم يجعلون الأمور المعقدة تبدو سهلة، مثلما كان مايكل جوردان أفضل بكثير من الجميع عندما كان في الدوري الأمريكي للمحترفين، أو تايجر وودز الذي جعل ضربات الطائر والإيغل تبدو وكأنه يلعب بلعبة أطفال؟ لماذا؟ لأن لديهم نظام تشغيل مختلف تمامًا.

لكن أنظمة التشغيل لا تؤثر علينا في الرياضة فقط، بل تؤثر علينا في كل جوانب حياتنا، بما في ذلك في شؤوننا المالية وأعمالنا، وعادة ما نقاوم لأن الأمر غير مريح أن نلغي تلك البرمجة القديمة، لماذا؟ لأنه “جدتي هي من أعطتني إياها”، “أمي هي من أعطتني إياها”، “أبي أعطاني إياها”، “عمي، جدي، صديقي، وحتى معلمي أعطوني هذه البرمجة”، وكل هؤلاء الأشخاص الذين أحببناهم وقدموا لنا تلك البرمجة.

لكن هل لاحظتم أن الناس الذين يفشلون، يبدو أنهم يفعلون ذلك بسهولة؟ مثلما يقولون: “اليوم سوف أفسد حياتي” وهم لا يقولون ذلك، ولكن كل حركة يقومون بها تجعل يومهم أسوأ، لماذا؟ إنه برنامجهم.

البرمجة التي تحكمك تجعلك فقيرًا، مريضًا، مغلوط المعلومات، ومشاعر الخوف تسيطر عليك، والسبب في ذلك هو أن الأشخاص الذين يعيشون في حالة الفقر والخوف، يسهل التحكم فيهم أكثر من أولئك الذين يعيشون في حالة صحية وثروات عالية ومعلومات جيدة ويمتلكون الشجاعة.”

المكان الذي يتغير فيه حياتك هو النقطة التي تتخذ فيها قرارك، يقول روبرت كيوساكي- لقد اتخذت ذلك القرار منذ سنوات عندما كنت موظفًا، أخذت خطوة للخلف وتأملت، وأدركت أن راتبي الشهري كان 300 دولار، إذا استطعت أن أخلق مصدر دخل آخر يعادل هذا المبلغ، فسأكون حرًا من رب العمل.

مع هذا الإدراك، اخترت أن أصبح رائد أعمال، قمت بتسجيل عمل تجاري، وأطلقته، وبعد بضع سنوات أصبحت مليونيرًا، ونجحت في الهروب نهائيًا من سباق الفئران، وكل ذلك بسبب اتخاذي لذلك القرار.

تلك اللحظة الحاسمة عندما تتخذ قرارك هي التي تأخذ حياتك إلى اتجاه جديد، إنها نقطة التحول التي يصبح فيها الشخص الفقير غنيًا، حيث يتحول الفشل إلى نجاح، قرارك، وليس حالتك، هو الذي يحدد مصيرك، نعم، قد تحدث لك أشياء، لكن السؤال الحقيقي هو: كيف ستستجيب؟ تلك اللحظة من الاختيار هي حيث يبدأ التحول، وهنا تصبح شخصًا جديدًا.

عندما قررت بدء عمل تجاري، أصبحت رائد أعمال داخليًا حتى وأنا ما زلت موظفًا لقد تغيرت فكرتي أولاً، وتبعها النتائج.

الآن، السؤال هو: ما هو القرار الذي ستتخذه اليوم؟ هل تساءلت يومًا لماذا يبدو أن بعض الأشخاص يجذبون الثروة بسهولة بينما يكافح الآخرون مهما بذلوا من جهد؟ لماذا يأتي النجاح بشكل طبيعي لشريحة معينة من الناس بينما يبدو أن الأغلبية عالقة في دائرة لا تنتهي من الإحباط المالي؟.

لنكن صريحين، الأمر ليس متعلقًا بالذكاء أو الجهد أو الحظ، بل هو عن البرمجة، لقد تم إعطاؤك نظام تشغيل فاشل قبل أن تكون كبيرًا بما يكفي لتساؤله، وحتى عندما تحاول تثبيت معتقدات جديدة تعتمد على النجاح، فإنها لن تعمل بشكل صحيح على نظام تشغيل فاشل، ولهذا السبب يقاوم معظم الناس الحقائق المالية.

فخ برمجة دورة الفقر

يشير “فخ برمجة الفقر” إلى العناصر المؤسسية التي تدعم الفقر وتجعل من الصعب على الناس والمجتمعات الخروج منه، الحواجز التي تمنع التنقل الاجتماعي تصنع من خلال تلاقي مشكلات اقتصادية واجتماعية ومؤسسية تساهم أيضًا في استمرار دورة الفقر.

إن معرفة تأثيرات دورة الفقر على الأفراد والمجتمعات تجعلنا نفهم كيف أن نقص الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية عالية الجودة له تأثير مدمر على النمو الشخصي ورفاهية الأفراد، مما يخلق حلقة مفرغة من الفقر، تتبع ذلك فرص العمل المحدودة ومستويات الدخل المنخفضة، مما يساهم في تعميق الفقر.

المحددات الاجتماعية للفقر وفخ برمجة الفقر

يعتبر فخ برمجة الفقر نتيجة للعديد من الظروف الاجتماعية، بما في ذلك التمييز المؤسسي، وغياب الوصول العادل للموارد، وفقدان التنقل الاجتماعي، وعدم المساواة في التعليم والرعاية الصحية.

من الصعب على الأشخاص الخروج من الفقر بسبب قضايا إضافية مثل التفرقة السكنية، البطالة، وغياب الإسكان منخفض التكلفة، مما يساهم في استمرار الفقر.

دور التعليم في كسر دورة الفقر

يمكن كسر دورة الفقر من خلال التعليم، الأشخاص الذين لديهم وصول إلى تعليم عالي الجودة يكون لديهم فرصة أفضل للحصول على وظائف أفضل وزيادة مستويات دخلهم والخروج من دائرة الفقر.

يمكننا تمكين الناس من الخروج من فخ برمجة الفقر من خلال دعم برامج التدريب المهني، الاستثمار في التعليم المبكر، وتوفير المساعدات المالية والمنح الدراسية.

تحميل كتاب نيوتن الكونديسي كامل مجانًا كتاب الأوامر الطاقية لجذب المال والثراء PDF

الأنظمة الاقتصادية وتأثيرها على الفقر وعدم المساواة

يمكن للأنظمة الاقتصادية أن تؤثر بشكل كبير على الفقر وعدم المساواة، يعد توزيع الدخل وفرص العمل والشبكات الاجتماعية من المتغيرات التي تؤثر في درجة الفقر في المجتمع، من غير المرجح أن يستمر فخ برمجة الفقر في المجتمعات الأكثر شمولية وعدالة.

التأثير المتبادل بين الفقر والرعاية الصحية

الفقر والرعاية الصحية مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، غالبًا ما يؤدي نقص التمويل والموارد إلى تقديم خدمات رعاية صحية سيئة، ما ينشئ حلقة مفرغة من تدني الرفاهية الصحية وزيادة المخاطر الصحية.

استراتيجيات لتمكين الأفراد التغلب على الفقر

السبيل لكسر فخ برمجة الفقر هو تمكين الأفراد والمجتمعات، يجب تقديم التعليم والتدريب المهني، وتوسيع الفرص الوظيفية، وتعزيز الثقافة الشاملة.

التأثير الكبير للوصول إلى الإسكان بأسعار معقولة

من العناصر الأساسية في الحد من الفقر هو الوصول إلى الإسكان بأسعار معقولة، يوفر الإسكان المستقر للأفراد والعائلات الأمان والأساس لبناء مستقبل أفضل.

دور ريادة الأعمال في خلق الفرص الاقتصادية

ريادة الأعمال يمكن أن تكون أداة قوية في خلق الفرص الاقتصادية للأفراد ذوي الدخل المنخفض، يمنح الأفراد القدرة على التحكم في مصيرهم المالي وتخطي العقبات النظامية.

تحميل كتاب القوانين الـ 10 للثروة والوفرة مجانًا

التكنولوجيا والابتكار في مواجهة تحديات الفقر

يمكن أن تُحدث التكنولوجيا والابتكار ثورة في مكافحة الفقر، من خلال استخدام التكنولوجيا مثل الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والحلول للطاقة المستدامة، يمكننا تسريع جهودنا للخروج من فخ برمجة الفقر.

الخاتمة والدعوة للعمل

الفقر هو قضية معقدة تتطلب حلولًا متعددة، يمكننا تحقيق تقدم كبير في كسر هذه الحلقة من الفقر من خلال فهم أسبابه الجذرية وإزالة الحواجز الاجتماعية والنظامية.

لكننا لا نستطيع تحقيق ذلك بمفردنا، أطلب من كل واحد منكم أن يتصرف، قم بتثقيف نفسك حول واقع الفقر، تبرع للمنظمات الخيرية التي تكافحه، وشارك في المناقشات التي تكسر الأساطير والوصمات، إذا عملنا معًا، يمكننا تغيير العالم وجعله أكثر عدالة ورحمة.