Home » ماذا سيحدث للاقتصاد وسوق الأسهم في عام 2026؟.. تحذير مبكر قبل عاصفة ستُغيّر شكل الاقتصاد العالمي

ماذا سيحدث للاقتصاد وسوق الأسهم في عام 2026؟.. تحذير مبكر قبل عاصفة ستُغيّر شكل الاقتصاد العالمي

كتب: فريق التحرير

توقعات الاقتصاد العالمي عام 2026.. أربعة عمالقة يرون ما لا نراه: ناقوس الخطر يُقرَع في وجه الاقتصاد العالمي، في زمنٍ يسوده الغموض والارتباك الاقتصادي، يقف أربعة من أعظم العقول المالية في العالم ليُطلقوا تحذيراتهم الجريئة حول مستقبل الأسواق والاقتصاد العالمي.

إقرأ أيضًا:-

تحميل كتاب المستثمر الذكي مترجم PDF مجانا.. كيف يفكر المستثمرون وكيف تصبح مستثمرًا ناجحًا؟

ماذا يتوقع خبراء الاقتصاد لعام 2026؟
ماذا يتوقع خبراء الاقتصاد لعام 2026؟


الكثيرون اليوم لا يعرفون إلى أين تتجه الأمور، وما الذي ينتظر العالم خلال الأشهر القادمة، لكن من خلال عيون هؤلاء الأربعة سنقترب من الحقيقة، ونرسم ملامح السيناريو القادم بدقة غير مسبوقة.

إنهم:
وارن بافيت – أسطورة الاستثمار القيمي،
راي داليو – الاقتصادي والمفكر العميق في دورات المال،
مايكل باري – الرجل الذي بنى ثروته من انهيار عام 2008،
بورغ بريندي – رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي.

سنتأمل ما يراه هؤلاء العمالقة، ونحلل فلسفاتهم، ثم نجمع الخيوط معًا لنصل إلى استنتاج واحد لما سيحدث في الاقتصاد العالمي قريبًا، والأهم: ما الذي يجب أن يفعله المستثمر الذكي في هذه المرحلة.

أولًا: وارن بافيت… السيولة سلاح الأزمات القادمة

وارن بافيت، الذي تجاوز عمره الخامسة والتسعين، قام بخطوة غير مسبوقة في تاريخه الاستثماري:
سحب 382 مليار دولار نقدًا، وهو رقم يتجاوز الناتج المحلي لأكثر من 170 دولة في العالم!

ولم يكتفِ بذلك، بل باع مليارات إضافية من أصوله وخرج من استثمارات طويلة الأمد مثل شركته الصينية BYD بعد علاقة دامت 17 عامًا.

والمفارقة أن كل هذا يحدث بينما يسجل مؤشر S&P 500 أرقامًا قياسية جديدة مدفوعًا بهستيريا الذكاء الاصطناعي!
لكن بافيت يرى ما لا يراه الآخرون… يرى أن السوق يعيش فورة تفاؤلية مبالغًا فيها، وأن الأسعار تجاوزت قيمها الحقيقية بأضعاف.

فلسفة بافيت بسيطة:

“عندما يُسعِّر السوق الأصول بأكثر من قيمتها الجوهرية، فإن حتى أفضل الشركات تصبح استثمارات سيئة.”

ولذلك، فإن احتفاظه بهذه السيولة الضخمة ليس صدفة، بل استعداد لمرحلة تصحيح قادمة.

تاريخ بافيت يؤكد أن كل مرة زادت فيها سيولته، كانت تسبق أزمة كبرى — كما حدث قبل انفجار فقاعة الإنترنت عام 2000، وقبل أزمة 2008.

ما هي التوقعات الاقتصادية لعام 2026؟
ما هي التوقعات الاقتصادية لعام 2026؟

اليوم، مؤشر “بافيت”، الذي يقيس تقييم الأسواق مقارنة بالناتج المحلي، يُظهر رقمًا خطيرًا: 220%!
أي أن الأسواق تُقيَّم بأكثر من ضعف قيمها العادلة — رقم لم يُسجل حتى في ذروة فقاعة الإنترنت.

إنه يقول لنا بوضوح:

“الأسواق مبالغ في تقييمها إلى حد الجنون… والانفجار قادم.”

ثانيًا: مايكل باري… رهان المليار دولار ضد الذكاء الاصطناعي

مايكل باري، عبقري الأزمات الذي توقّع انهيار 2008، يعود اليوم برهان جديد يثير الدهشة.
لقد وضع رهانًا ضخمًا بقيمة مليار دولار ضد شركتين من أكبر رموز الذكاء الاصطناعي: إنفيديا (Nvidia) وبلانتير (Palantir).

لماذا؟
لأنه يرى أن ما يحدث اليوم في سوق التكنولوجيا يُعيد سيناريو “الفقاعة” الكلاسيكية:
أسعار خرافية، أرباح محدودة، وتقييمات لا تعكس الواقع الاقتصادي إطلاقًا.

فإنفيديا، على سبيل المثال، أصبحت قيمتها السوقية تتجاوز 3 تريليونات دولار — أكثر من الناتج المحلي لمعظم دول العالم!
أما بلانتير، فقد قفز سهمها بأكثر من 1000% دون مبرر مالي منطقي.

يقول باري إن ما يحدث هو “جنون الزخم”، حيث يشتري الناس الأسهم فقط لأن أسعارها ترتفع، لا لأن قيمتها تستحق ذلك.
لكن هذا الزخم يعمل في الاتجاهين: فعندما تبدأ الأسعار بالهبوط، يتحول الهلع إلى انهيار متسارع.

رهان باري ليس ضد التكنولوجيا، بل ضد الجنون التقييمي، وضد انفصال السوق عن الواقع.
إنه يرى أن نقطة الانفجار قريبة جدًا — والرهان بالمليار دولار هو لغته في التحذير.

ثالثًا: بورغ بريندي… النظام المالي العالمي في فخ الديون

من موقعه على رأس المنتدى الاقتصادي العالمي، يرى بورغ بريندي الصورة الكبرى.
يحذر الرجل من ثلاث فقاعات تتشكل في الأفق في وقت واحد:
فقاعة العملات الرقمية، فقاعة الذكاء الاصطناعي، وفقاعة الديون — والأخيرة هي الأخطر.

الديون العالمية وصلت إلى مستويات تاريخية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
الولايات المتحدة وحدها تجاوزت ديونها 36 تريليون دولار، أي أكثر من ناتجها المحلي.
واليابان تجاوزت نسبة 260% من ناتجها، وأوروبا تغرق في المديونية، بينما تواجه الصين مخاطر ديون محلية ضخمة.

ما هي التوقعات الاقتصادية لعام 2026؟

يرى بريندي أن العالم عالق بين خيارين كارثيين:

  • إما التخلّف عن السداد (انهيار مباشر للنظام المالي)،
  • أو التضخم المفرط الناتج عن طباعة النقود لتقليل عبء الديون.

والحكومات — للأسف — اختارت الطريق الثاني.
لكن هذا المسار يعني تضخمًا يلتهم قيمة العملات، ويضعف الطبقات الوسطى، ويفجر أزمات اجتماعية وسياسية عميقة.

رابعًا: راي داليو… دورة الانهيار الكبرى

أما راي داليو، فيجمع كل هذه الخيوط داخل رؤية اقتصادية متكاملة، مستندًا إلى دراسة استمرت عقودًا حول الدورات الاقتصادية الطويلة (من 50 إلى 70 عامًا).

يرى داليو أننا نعيش المرحلة الأخيرة من الدورة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أصبح الدولار العملة الاحتياطية العالمية.
وخلال 75 عامًا، نما الاقتصاد الأمريكي نموًا هائلًا، لكن هذا النمو كان ممولًا بالديون.

اليوم، وصلت الديون إلى مرحلة لا يمكن سدادها بالنمو الطبيعي.
والبنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي، لم تجد حلًا سوى طباعة المزيد من النقود.

لكن هذه الطباعة لا تذهب إلى الاقتصاد الحقيقي، بل إلى الأسواق المالية، فترتفع أسعار الأسهم والعقارات أكثر فأكثر، مما ينفخ الفقاعة بدلًا من معالجتها.

“إن ما يفعله الفيدرالي اليوم هو ضخ منشطات في جسد مليء بالفقاعات… لتسريع انفجارها.” – راي داليو

يحذر داليو من أن ما نراه الآن هو “مرحلة الذوبان الصاعد” (Melt-Up)،
أي الارتفاع الجنوني الأخير قبل الانهيار الحتمي، كما حدث في أواخر 1999 قبل انفجار فقاعة الإنترنت.

الاستنتاج النهائي: نحن في آخر فصول الفقاعة

بعد جمع رؤى الأربعة، تتضح الصورة:

  • وارن بافيت يرى المبالغة في التقييمات ويسحب سيولته استعدادًا للفرص القادمة.
  • مايكل باري يرى الخلل الهيكلي ويراهن على الانفجار القريب.
  • بورغ بريندي يحذر من جبل الديون الذي يهدد استقرار العالم.
  • راي داليو يفسر كل ذلك ضمن دورة اقتصادية طويلة تقترب من نهايتها.

نحن نعيش حاليًا مرحلة الذوبان الصاعد، حيث ترتفع الأسواق بسرعة جنونية مدفوعة بالخوف من تفويت الفرصة.
لكن بعد هذا الصعود القصير، سيأتي الانهيار العميق.

ماذا يجب أن تفعل كمستثمر؟

الجواب بسيط وصعب في الوقت نفسه:

  • راقب… ولا تندفع.
  • احتفظ بالسيولة.
  • واستعد للشراء عندما يسيطر الخوف.

فالتاريخ علمنا أن من يملك النقد في لحظات الذعر، يملك القوة الحقيقية.
وبافيت نفسه يثبت أن الوعي هو أعظم استثمار.

مقالات متصلة